الصفحه الرئيسيه
لطفي بن شرودة :"ولكن «إلهة» تونس واصلت لقاءاتها مع عربي وآخر لقاء جمعها به كان قبل عامين فقط، فقد ذهبت إلى دبي، وفي كل مرة كانت تسافر إلى الخارج، كان صادق شهباني يسبقها لتحضير الزيارة، وكان يحمل معه حقيبة مليئة بالأوراق النقدية، وكان يحرص على ترتيب أدق التفاصيل في مثل هذه الزيارات"اصدارات-الحلقة"9"-الوسط التونسية:
بدأت ليلى تدمن على الكحول، وهذا لم يعجب أحداً في القصر. وحين أدرك الرئيس أن زوج سلوى ليس أهلاً للمسؤولية، أقاله فوراً.
وكان كتاب الاقالة يتضمن شكراً لسلوى على اعترافها وامراً لها ولزوجها بالابتعاد. كان منزل سلوى مجاوراً لمنزل ناجية. وذات يوم دخل الرئيس الى منزل ناجية وسألها: هل عربي عشيقك أم عشيق ليلى؟
لم ترد عليه، فأعاد السؤال مرة ثانية ثم اخرج مسدساً وصوبه نحو رأسها هل ستجيبين؟ العشيق الذي يأتي الى هنا باستمرار عشيق من؟ سيدي انه عشيقي.. عشيقي أنا.
اغتيال بالسم
ولم تفكر ناجية لحظة بما قالته، ولكنها في لحظة خوفها الشديد كانت تعرف انه ليس بمقدورها خيانة ليلى. فهي تدين لها بكل شيء، وسقوط ليلى يعني سقوط العائلة بكاملها.
غادر الرئيس المنزل وكان في حالة صدمة، ولكن ابنها عماد الذي كان اكثر عنفا، ذهب الى منزل جدته حيث كانت ليلى هناك فعنفها قائلا احذرك انت يا صاحبة العشاق، فان وفرت لك والدتي الغطاء والحماية والأمن فان عليك ان تتحملي مسؤولية أفعالك بعد اليوم، واذا عاد الرئيس وهدد والدتي فسأقتله، وأشهر مسدسه امام ليلى وعلا الصراخ في منزل الحجة، ولا احد يعرف كيفية الخروج من هذا المأزق، ولا بد من انقاذ الوضع. ناجية لجأت الى منزل ابنها عماد ولم تعد تتجرأ على الذهاب الى منزل المرسى، فالجميع يخشى غضب الرئيس والجميع يتذكر نجيب خطاب المذيع التلفزيوني الذي غازل ليلى سنة 1998. فوفقا لبعض الشهود، ان الرئيس اغتاله بدس السم له في كأس الكحول حينما كانا معا في مطعم السيد عاشور، صديق منصف بن علي.
كان القصر يعيش في حالة صدمة، وليلى اغلقت على نفسها باب غرفتها في دار السلام، فطلب الرئيس لقاء شقيقتها جليلة وكلفني باحضارها. وعندما اقتربت من مكتب الرئيس بدأت ترتجف وامتضع لون وجهها من شدة الخوف، واخذت تردد: «لم افعل شيئا.. لم افعل شيئا».
منصة إعدام
وتولد لدي الانطباع انها كانت كمن يساق الى منصة الاعدام، وليس الى مكتب الرئيس.
وعندما خرجت من المكتب كان وجهها اشبه بشخص نجا باعجوبة من الهلاك، وقالت لي ان الرئيس طلب منها بيع منزل المرسى. ولم يتخذ اي اجراء انتقامي. وبعد اسبوع زار الرئيس ليلى في دار السلام وصعد الى غرفتها وعلا الصراخ. راحت تقول باعلى صوتها انها تريد ان تضع حدا لحياتها لانه لا يثق بها، وتآمر عليها وذلك فانها تفضل الموت.
وركضنا انا ووصيفتها وخادمتها فرأينا الرئيس وهو يحاول منع ليلى من القاء نفسها من النافذة، فساعدناه بامساكنا بذراعيها واعدناها بهدوء الى ارضية الغرفة واجلسناها على السرير حيث راحت تنتحب بصوت عال.
ملكة قرطاج
تراجع الرئيس وراح يحدثها بهدوء، ويؤكد لها أنه يحبها، وفي اليوم التالي أهداها سيارة جديدة، وعادت الحياة شبه طبيعية إلى القصر، ولكنه ضاعف المراقبة على ليلى، وتغير الرئيس كثيراً، وبدأت ليلى تسيطر عليه تدريجياً، وبدأ الوقت يلعب لمصلحتها، وأخذت تمسك بمقاليد السلطة شيئاً فشيئاً، بالتواطؤ مع علي سيرياتي، وبعد عودتها من السعودية أجرت عملية تلقيح اصطناعي، إذ يجب أن تنجب مولوداً ذكراً، مهما كان الثمن. وبالفعل، فقد أنجبت محمد بعد أشهر قليلة، فتوجت ليلى مع ولدها ملكة لقرطاج. وبعد سنوات عدة، وتحديداً عام 2008، سمعناها تصرخ في القصر: من هي «إلهة» تونس؟ أنا، أنا «إلهة» تونس!
ولكن «إلهة» تونس واصلت لقاءاتها مع عربي وآخر لقاء جمعها به كان قبل عامين فقط، فقد ذهبت إلى دبي، وفي كل مرة كانت تسافر إلى الخارج، كان صادق شهباني يسبقها لتحضير الزيارة، وكان يحمل معه حقيبة مليئة بالأوراق النقدية، وكان يحرص على ترتيب أدق التفاصيل في مثل هذه الزيارات، شهباني كان مسؤول مشتريات العائلة الرئاسية، لقد حقق ثروة طائلة، وبقي في القصر بعد 14 كانون الأول 2011. وكان يحظى بالثقة المطلقة لابن علي وزوجته، وكان يحرص على إخفاء أي أوراق ثبوتية يمكن أن تضر به، وكان من السهل عليه أن يفعل ذلك، لأنه كان الوحيد الذي يمكنه الدخول والخروج من القصر من دون رقيب أو حسيب.
اسم مستعار
هذه المرة حجز في فندق جميرة بيتش، وكان في انتظار ليلى عند سلم الطائرة، رفضت ليلى الذهاب إلى هذا الفندق، وطلبت منه أن يأخذها إلى فندق آخر ، حيث كان عربي ينتظرها، وقد شاهده هناك أكثر من شخص. وكانت ليلى بشكل عام تأخذ تدابيرها لتراه باستمرار، ففي باريس كانت تلتقيه في فندق جورج الخامس، حيث كان يستأجر غرفة باسم مستعار، وبجواز سفر أسباني قبل أيام عدة من وصولها، والتقيا معاً في مناسبات ورحلات أخرى. كانت تعطي جواز سفرها الدبلوماسي لمرافقيها، وتدعي أنها مريضة أو ستجري عملية جراحية، وتسافر بجواز سفرها العادي، وتستقل طائرة ركاب تجارية. وغالباً ما كانت تلتقي بعربي في أسبانيا، وكانت سميرة بالهيا ترافقها دائماً، وتعرف كل شيء عن علاقتها بعربي، بينما كان الرئيس آخر من يعلم.
(انتهى)
تأليف: لطفي بن شرودة
ترجمة: حسن الحسيني
اعده للنشر: محمد أمين
Tweet
اخبار مصر |
اخبار العالم |
انجازات مبارك |
اخبار الفن |
اخبار الرياضه |
حوادث |
تكنولوجيا |
اسلاميات |
Comments
Post a Comment